الرئيسية » ملفات » ملفاتي

علاج التصلب اللويحي باستخدام الخلايا الجذعية
06.02.2014, 22:41

علاج التصلب اللويحي باستخدام الخلايا الجذعية

العلاج بالخلايا الجذعية يفتح افاقا جديدة في علاج التصلب اللويحي

د. سعيد سلّام

استشاري بأمراض القلب

يتطور مرض التصلب اللويحي بسبب تلف مادة الميالين المحيطة بالأعصاب، والضرورية من اجل حماية الجملة

العصبية التي تؤمن للإنسان القيام بالوظائف المختلفة: فكرية، عصبية.

تتلف مادة الميالين بسبب مهاجمتها من قبل خلايا الجهاز المناعي في الجسم نتيجة خلل في عمل الجهاز المناعي

(مرض مناعي ذاتي)، حيث يقوم الجهاز المناعي، ولأسباب غير معروفة حتى الان، باعتبار مادة الميالين مادة

غريبة وخطرة على الجسم وصحته ويقوم بمهاجمة خلايا الميالين وتحطيمها بشكل تدريجي.

التلف او التآكل للغشاء يؤثر سلبا على عملية الاتصال ما بين الدماغ وبقية اعضاء الجسم. وفي نهاية المطاف، قد

تصاب الاعصاب نفسها بالضرر، وهو ضرر غير قابل للإصلاح.

اعراض التصلب اللويحي مختلفة ومتنوعة، حسب الاعصاب المصابة وشدة الإصابة.

 في الحالات الصعبة، يفقد مرضى التصلب اللويحي القدرة على المشي او التكلم. احيانا، من الصعب تشخيص

المرض في مراحله الاولى، لان الاعراض غالبا تظهر ثم تختفي، وقد تختفي لعدة أشهر.

اعراض مرض التصلب اللويحي مختلفة ومتنوعة، تتعلق بموقع الالياف العصبية المصابة. ومن بينها:

 الخدر (انعدام الاحساس والشعور) او الضعف في الاطراف، كلها او جزء منها، وعادة ما يظهر هذا الضعف او

الشلل في جهة واحدة من الجسم، او في القسم السفلي منه.

فقدان، جزئي او كلي، للنظر، في كل واحدة من العينين على انفراد، (بشكل عام لا تكون المشكلة في كلتي العينين

معا في الوقت نفسه)، وأحيانا تكون مصحوبة بأوجاع في العين لدى تحريكها (التهاب العصب البصري) رؤية

مزدوجة او ضبابية.

الآم وحكة في اجزاء مختلفة من الجسم.

 الاحساس بما يشبه ضربة كهربائية لدى تحريك الراس حركات معينة.

 رعاش، فقدان التنسيق بين اعضاء الجسم او فقدان التوازن اثناء المشي.

تعب.

دوخة.

تظهر الاعراض عند معظم المصابين بمرض التصلب المتعدد، وخصوصا في مراحله الاولى، ومن ثم تختفي بشكل

كلي او جزئي. وفي كثير من الاحيان تظهر اعراض التصلب اللويحي او تزداد حدتها عند ارتفاع درجة حرارة

الجسم.

التصلب اللويحي يصيب الانسان بأعمار وأوضاع اجتماعية مختلفة، لكنه في العادة يبدا بالتطور في سن ما بين

20-40 عاما. كما ان المرض يصيب النساء بشكل أكبر من الرجال، يهاجم الجهاز العصبي بقوة وبشكل متزايد ولا

يمكن التكهن بطبيعة تطور المرض، ويعتبر من الامراض المزمنة المستعصية على العلاج، حيث ان أفضل نتائج

يمكن الحصول عليها هو استقرار حالة المرض لفترة طويلة، ولكن في حالات عديده لا يمكن إيقاف تطور المرض.

 

استعادة غشاء الميالين – المهمة الرئيسية في علاج التصلب اللويحي، ولكن غالبية الطرق العلاجية الحديثة لا

تستطيع تحقيق هذا الهدف.

العلاج الدوائي يشمل الادوية التي تعمل على ايقاف تحطيم مادة الميالين وإيقاف تطور المرض، وإعادة تأهيل

المريض بالتعاون مع أطباء من اختصاصات مختلفة.

في بعض الحالات هذه الطريقة في العلاج يمكن ان تؤدي الى نتائج جيدة: تراجع مظاهر واعراض التصلب اللويحي،

والوصول الى استقرار الحالة المرضية.

لكن لا يستطيع حاليا أي عقار دوائي إيقاف عملية تحطم غشاء الميالين واستعادة الميالين المحطم بشكل فعال، على

الرغم من ذلك علينا الانتصار على هذا المرض.

استخدام الخلايا الجذعية يزيل اعراض ومظاهر المرض ويمكّن من الوصول الى استقرار جيد وطويل المدة في

الحالة المرضية، وايضا يمكن ان تساهم في التخلص من التصلب اللويحي بشكل تام.

العلاج بالخلايا الجذعية يتم ضمن برنامج علاجي شامل يتضمن العلاج الدوائي والعلاج الفيزيائي بما يساهم في

فعالية العلاج.

الهدف الرئيسي لعلاج التصلب اللويحي بالخلايا الجذعية:

إيقاف وابطاء تطور المرض والحصول على فترة استقرار طويلة.

تراجع اعراض ومظاهر المرض وتحسين نوعية الحياة لدى المريض.

ميزة العلاج بالخلايا الجذعية انه لا يوجد أي مضاعفات ويمكن اجراؤه للأطفال بدءا من السنة الثانية من العمر

كيف تعمل الخلايا الجذعية:

الخلايا الجذعية تلعب دور مهم في جسم الانسان. هذه الخلايا غير مخصصة للقيام بمهمة محددة في الجسم، بينما

باقي الخلايا: عصبية، عضلية، هضمية وغيرها يمكن ان تقوم بمهمة محددة واحدة.

تعتبر الخلايا الجذعية فريدة من نوعها وذلك بسبب قدرتها الترميمية الكبيرة، وقدرتها على التحول الى أي نوع من

الخلايا. هذه الخصائص للخلايا الجذعية تجعل علاج التصلب اللويحي ممكنا.

يتم العلاج بواسطة حقن الخلايا الجذعية في الجسم عبر الوريد بعد فترة من تحضير الجسم لاستقبال الخلايا.

يتم وصول الخلايا الجذعية عبر جهاز الدوران والاوعية الدموية الى المناطق التي تعاني من تلف غشاء الميالين

ومن ثم تقوم الخلايا بالارتباط بأنسجة الدماغ والنخاع الشوكي السليم وتقوم بترميم (تجديد) غشاء الميالين في كل

منطقة مصابة، وبالنتيجة تصبح جميع الالياف العصبية محمية بالميالين.

كما تساهم في ترميم خلايا الدماغ المتضررة بسبب النسيج الليفي، والتخلص من هذا النسيج الليفي الذي يتشكل

بسبب تحطم مادة الميالين في الالياف العصبية بالإضافة الى تحسين التروية والأكسجة الدماغية.

بالإضافة الى ذلك فإن الخلايا الجذعية تؤثر بشكل إيجابي على عمل الجهاز المناعي الذي يلعب دورا رئيسيا في

ظهور التصلب اللويحي مما يساهم بتراجع وتوقف مهاجمة الجهاز المناعي لمادة الميالين.

النتائج الأولى لاستخدام الخلايا الجذعية تبدأ بالظهور بعد مرور 3 أشهر من زرعها في الجسم، حيث يبدا المريض

بالشعور بازدياد القوة في الأطراف والرغبة بالبدء بالعلاج الفيزيائي التأهيلي.

الفائدة القصوى من العلاج بالخلايا الجذعية يمكن الحصول عليها في المراحل الأولى لمرض التصلب اللويحي. حيث

يتوقف تحطم الميالين، يتم تجديد الميالين في المناطق المصابة، ويعود المريض للقيام بواجباته بشكل جيد وطبيعي:

الحركة الدقيقة في الأطراف العلوية والسفلية. القدرة على التركيز الذهني، تحسين الذاكرة، النظر وغيرها من

الوظائف العصبية.

يتم العلاج على مرحلتين (غالبا) بفارق زمني 6 أشهر، تحديدا من هذه الفترة يتم التحسن والشفاء.

العلاج بالخلايا الجذعية أيضا مفيد في الحالات المتقدمة من المرض (7 سنوات او أكثر) حيث تكون الاعراض

واضحة وثابتة، حيث تقوم الخلايا الجذعية بإيقاف عملية تحطيم الميالين وإعادة ترميم الانسجة العصبية في

المناطق التي يوجد فيها أكثر من 20% من النسيج السليم.

حيث يشعر المريض بالتحسن وزيادة القدرات الداخلية، تحسن الشعور الإيجابي مما يساهم في إعطاء دافع قوي

للعلاج الفيزيائي والعصبي لإعادة التأهيل حيث ان الخلايا الجذعية تعطي للعلاج وإعادة التأهيل معنى جديدا، حيث

يصبح هدف العلاج الفيزيائي واعادة التأهيل هو تثبيت التأثير الإيجابي للعلاج!

يمكن اجمال التأثيرات الإيجابية بعد العلاج بالخلايا الجذعية:

* تحسن وظائف الدماغ والنخاع الشوكي، تحسن الحالة النفسية للمريض، تخفيف حدة التوتر والاكتئاب وتعود

الحالة العاطفية لطبيعتها، ويتح

سن المزاج العام للمريض.

* تراجع ازدواجية الرؤية، التشنجات والرجفان في العضلات، اختلال التوازن، عدم القدرة على القيام بالمهام

والوظائف الفكرية وغيرها من اعراض التصلب اللويحي، نتيجة عودة نقل الأوامر العصبية الى طبيعتها بعد ترميم

 غشاء الميالين في الجملة العصبية والاعصاب.

* كما تتحسن قدرة المريض على النطق بشكل واضح وتصبح قدرته عن التعبير عن نفسه، ويتحسن البلع.

بعد العلاج لدى غالبية المرضى (80% من المرضى) يتم التحسن الملحوظ، يشعرون بالتحسن واستقرار حالة

المرض لفترة طويلة قد تصل الى 10 سنوات (تحسن الحالة السريرية بدون وجود اعراض لتطور المرض حسب

نتائج الرنين المغناطيسي للدماغ).

ولكن للأسف الشديد هناك بعض الحالات التي لا تظهر فيها الفائدة المرجوة.

هذه النتائج حاليا لا يمكن الحصول عليها بواسطة العلاج الدوائي التقليدي.

الفئة: ملفاتي | أضاف: drsaaid
مشاهده: 1866 | تحميلات: 0 | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
طريقة الدخول
فئة القسم
أصدقاء الموقع
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0