الرئيسية » مقالات » امراض القلب

الأنفلونزا الوبائية (A-H1N1) (انفلونزا الخنازير)

الأنفلونزا الوبائية (A-H1N1)

(انفلونزا الخنازير) 
الدكتور سعيد سلام
دكتوراه في امراض القلب
14/11/2009

 

حقائق أساسية :
1- الأنفلونزا الموسمية: هي التهاب فيروسي حاد يصيب الأجهزة التنفسية العليا (الأنف – البلعوم والحنجرة – الرغامى و القصبات الهوائية) والمرض المسبب له هو فيروس الأنفلونزا.
2- عدوى فيروسية حادة تنتقل بسهولة من الإنسان إلى الإنسان.
3- ينتشر في العالم اجمع, يمكن أن يصاب به أي شخص بغض النظر عن عمره.
4- يؤدي إلى جائحات موسمية سنوية, تصل إلى ذروتها في المناطق معتدلة المناخ في فصل الشتاء.
5- يشكل معضلة جدية على مستوى الصحة العامة بسبب ما يسببه من مشاكل صحية خطيرة تصل أحياناً إلى الوفاة لدى المجموعات السكانية عالية الخطورة.
6- اللقاح – أنجع وسيلة للوقاية منه.
فيروس الأنفلونزا الوبائية A-H1N1
هناك 3 أنواع من فيروسات الأنفلونزا : A, B, C  أكثرها شيوعاً هي A,B .
الأنفلونزا الوبائية الحالية هي من نمط A, و هذا الفيروس جديد كليا ولم يسبق إن أصيب به البشر, و هو مصنع مخبريا عن طريق دمج 3 أنواع من الفيروسات:
فيروس الأنفلونزا الاسبانية (A-H1N1) التي أصابت البشرية عام 1918 و أدت إلى وفاة حوالي 50 مليون شخص,
فيروس أنفلونزا الطيور (A-H5N1) والتي انتشرت بين البشر خلال السنوات السابقة و أدت إلى وفاة عدة مئات حول العالم و لكنها لم تتحول إلى وباء, 
بالإضافة إلى فيروس أنفلونزا الخنازير (A-H1N1) الذي يصيب عادة الخنازير وينتقل من الخنازير إلى الإنسان عن طريق التماس المباشر و حدثت سابقا إصابات متفرقة قليلة و لكن لم يسجل حالات انتشار واسع وحالات انتقال من الشخص المصاب إلى آخر سليم.
لذا فإن الاستخدام مصطلح أنفلونزا الخنازير غير دقيق على الإطلاق لأننا نتحدث عن نمط جديد تماما من الفيروس  يحتوي على 66 تغير جيني.
جميع المعطيات  و الدراسات في العالم أظهرت إن انتشار الإصابة بالفيروس أكثر بكثير من الأرقام المعلنة, التي تشكل تقريبا10% فقط من الأرقام الحقيقية و ذلك لان الكثير – الكثير من الإصابات كانت طفيفة و لم تستدع من المريض مراجعة الطبيب للعلاج. بالإضافة إلى أن العديد من الدول لم تعد تسجل عدد الإصابات لديها وتعالج جميع الحالات الشديدة على أنها الأنفلونزا الوبائية.
فيما يخص مصطلح الأنفلونزا الوبائية و إعلان منظمة الصحة العالمية أن الوباء انتقل إلى الدرجة السادسة فإن هذا يشير إلى مدى انتشار العالم (حيث انه الآن منتشر في جميع أنحاء العالم ) ولا يشير إلى خطورة الفيروس.
خطورة الفيروس في الوقت الراهن هي ضئيلة حيث أن الأرقام المعلنة عن عدد الإصابات في العالم و عدد الوفيات يشير إلى أن نسبة الوفيات تقارب 1% .
 منظمة الصحة العالمية: عدد الإصابات حوالي 650 ألف مصاب و الوفيات تقريبا 65 ألف. في المقابل الولايات المتحدة أعلنت أن عدد الإصابات يقارب 22 مليون و عدد الوفيات تقريبا 3200 شخص, و في أوكرانيا التي تعاني حاليا من انتشار واسع يقدر عدد الإصابات بحوالي مليون و عدد الوفيات تقريبا 155. 
في سوريا الأرقام الحقيقية للإصابات غير معروفة حيث أن وزارة الصحة توقفت عن إعلان أعداد الإصابات بعد أن تجاوز العدد 100 إصابة و عدد الوفيات المعلنة حتى الآن تجاوز13 وفاة.
في المجتمع الفلسطيني في دمشق تم تسجيل 32 إصابة تم اكتشافها في المراكز الصحية للاونروا و ولم يسجل إصابات جديدة منذ أسبوع و تم تسجيل وفاة واحدة لامرأة تبلغ من العمر 59 سنة و تسكن في برزة كانت تعاني من أمراض مزمنة خطيرة (داء سكري – قصور كلوي و ورم سرطاني).
في الوضع الراهن حسب منظمة الصحة العالمية فان المراهقون و الشباب يمثلون غالبية الإصابات في جميع أنحاء العالم و أن صغار الأطفال يستأثرون بأعلى معدلات الإقامة في المشفى.
نسبة المرضى الذين تتطلب حالتهم الصحية العلاج في المشفى تتراوح بين 1-10% ومن أصل هذه النسبة من المرضى  10 إلى 25 % يحتاجون إلى العلاج في غرفة العناية المشددة, ومن هذه  النسبة تتراوح نسبة الوفيات بين 2 إلى 9%.
 أيضا ملاحظ أن 7 إلى 10% من المرضى الذين يدخلون المشفى هم من الحوامل في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل. و يفوق احتمال إحالة الحامل إلى العناية المشددة عشرة أضعاف عن عامة الناس. 
في النهاية يجب القول أن نسبة الخطورة التي قدرتها منظمة الصحة العالمية لهذا المرض هي 49 من أصل 10 آلاف إصابة.

لماذا الخوف من الأنفلونزا A-H1N1  بينما هناك الكثير يموتون بسبب أمراض أخرى : 
أن فيروس الأنفلونزا A-H1N1  هو فيروس جديد لا يملك البشر مناعة لمقاومته لذا يمكنه أن يحدث عدد أكبر من الإصابات مقارنة بالأنفلونزا الموسمية. بالإضافة إلى ذلك هناك تخوف من أن يخضع الفيروس إلى طفرة جينية تؤدي زيادة خطورته مما قد يؤدي إلى أعداد كبيرة جدا من الوفيات.
لذا فان القلق ينصب حاليا على تطور المرض لدى مجموعات من المرضى سرعان ما يصابون بالتهاب رئوي شديد الخطورة يتطور بسرعة إلى قصور تنفسي حاد و في اغلب الأحيان بقصور في  الأعضاء الأخرى أو تفاقم ظاهر لربو دفين أو حالة انسداد مزمنة في المسالك الهوائية, و علاج هؤلاء المرضى من الأمور الصعبة التي تتطلب وسائل علاجية معقدة. 
الأعراض:
تبدأ بارتفاع حرارة مفاجئ, سعال (عادة جاف), صداع, آلام عضلية, وآلام في المفاصل, ضعف شديد عام, الم في الحلق وسيلان انفي, أحياناً غثيان – اقياء – إسهال. 
يتم شفاء غالبية الحالات خلال أسبوع بدون أي علاج طبي ولكن يمكن أن يؤدي إلى تطور مضاعفات شديد, والوفاة عند الأشخاص ذوي الخطورة العالية, وهم الأشخاص الكبار في السن (أكبر من 65 سنة) والصغار في السن (أقل من عامين) والأشخاص في أي عمر كان يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب (ارتفاع ضغط شرياني, نقص تروية قلبية – قصور عضلة قلبية) أمراض الرئة (التهاب قصبات مزمن, نفاخ, ربو), أمراض كلية (قصور كلوي) أمراض دم والداء السكري, الحوامل, و الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
أهم المضاعفات
يمثل الالتهاب الرئوي الفيروسي الأولي أشيع ما يلاحظ لدى الحالات الوخيمة و اكبر مسببات الوفاة, تم الكشف عن إصابات جرثومية ثانوية لدى 30% تقريبا من الحالات المميتة, وكان القصور التنفسي الحاد و الصدمة المعندة أشيع أسباب الوفاة. 
متى ينبغي القلق والتماس الرعاية الطبية:
ينبغي للشخص المصاب التماس الرعاية الطبية إذا ما شعر بضيق أو صعوبة بالتنفس أو إذا استمر ارتفاع الحرارة لأكثر من 3 أيام .
وبالنسبة للأهل الذين يصاب أطفالهم بالمرض يجب التماس الرعاية الطبية إذا أصبح أطفالهم يتنفسون بسرعة وصعوبة,ظهور زرقة حول الفم أو في أماكن أخرى من الجسم, ظهور اثر نزف تحت الجلد (حتى لو كانت صغيرة جدا), نزف من الأنف, الامتناع عن الطعام, ظهور اقياء متكرر أو إسهال شديد, صداع شديد , عدم التبول أو عدم ظهور دمع عند البكاء, عدم القدرة على إيقاظ الطفل 
أو هياج وإذا رافق ارتفاع الحرارة اختلاجات (نوبات).
نقل العدوى :  
تنتقل العدوى من الإنسان المصاب إلى الإنسان السليم عن طريق الهواء أوعن طريق التماس مع المواد الملوثة بالفيروس (الفيروس ينتقل في الهواء أثناء الحديث, السعال, العطاس), اللقاء القريب من الشخص المصاب.
يمتاز الفيروس A-H1N1 عن فيروس الأنفلونزا الموسمية العادية انه أثقل نوعيا لذا فلا يمكنه الوصول إلى مسافة بعيدة عند العطاس أو السعال (فيروس الأنفلونزا الموسمية يمكن أن يطير في الهواء لمسافة تزيد عن 5-6 م ويبقى معلقا في الهواء لفترة طويلة قد تصل إلى 24 ساعة) بينما هذا الفيروس لا يطير لمسافة تزيد عن 2 م و يبقى حيا معلقا في الهواء لمدة 8 ساعات فقط وعلى الأسطح الخشبية والبلاستيكية لمدة 24 ساعة.
حضانة الفيروس : 
الفترة من العدوى إلى ظهور الأعراض عادةً حوالي سبعة أيام ( بخلاف فيروس الأنفلونزا الموسمية حيث حضانة الفيروس 1-2 يوم ), يصبح الشخص الحامل للفيروس معدياً قبل يوم واحد من ظهور الأعراض , يبقى المريض معدياً خلال سبعة أيام من بدء الأعراض ( الأطفال أحياناً 10 أيام ) 
ولكن إذا بقيت الأعراض فان الشخص المصاب يبقى معدياً حتى اختفائها .


للوقاية من الإصابة يجب : 
1- اتخاذ خطوات لتنشيط الجهاز المناعي:
 * التعرض بشكل كافي لأشعة الشمس – لأن التعرض للشمس يساهم في تكوين فيتامين D واستفادة الجسم من الكالسيوم الذي يلعب دور أساسي في الجهاز المناعي.
* استنشاق الهواء الطبيعي النقي يحفز خلايا الجسد على التجدد وينشط الجهاز المناعي.
* الراحة الكافية والاسترخاء والنوم الكافي, لأن الجسد المرهق سيكون من الصعب عليه مكافحة المرض.
* الغذاء الصحي المتنوع الموارد والذي يحتوي على قدر كافي من الخضار والفواكه, وتجنب المواد السكرية والأطعمة المعلبة وخصوصاً المشروبات الغازية لأن هذه المواد تضعف الجهاز المناعي .
* الرياضة والتمارين الخفيفة – تنشط الدورة الدموية في كامل الجسم مما ينشط الجهاز المناعي في إيجاد الأمراض ومحاربتها.
2- الابتعاد عن اللقاء مع الأشخاص الذين لديهم أعراض الأنفلونزا.
3- الابتعاد عن الذهاب إلى الأماكن المزدحمة أو عدم البقاء فيها لمدة طويلة, بما فيه المشافي حيث تكثر فيها احتمالات الإصابة بالأمراض لأنه يوجد العديد من الجراثيم والفيروسات التي يمكن أن تنتقل إلى الجسم.
4- تهوية الغرف في المنزل وأماكن العمل بشكل جيد وأكثر من مرة يومياً .
5- غسل اليدين بالماء والصابون بشكل متكرر .
6- محاولة عدم لمس العينين , الفم , الأنف بأيدي غير مغسولة.
7- الابتعاد عن أخذ الأشخاص بالأحضان , التقبيل , والمصافحات.
8- تغطية الفم والأنف عند العطاس أو السعال بمناديل ورقية للاستخدام لمرة واحدة ورميها مباشرة في سلة المهملات محكمة الإغلاق . 
9- يجب الابتعاد عن الشخص الذي لديه أعراض الأنفلونزا مسافة لا تقل عن 2 م.
10- في حال وجود مريض في المنزل يجب عزله في غرفة خاصة به , وأن نتخلص من نفاياته بشكل دوري في أكياس القمامة وإغلاقها بشكل جيد وغسل الملابس و الشراشف ومتعلقات المريض بمعزل عن متعلقات الآخرين .
11- على الأشخاص الموجودين في منزل الشخص المصاب التزام غسل اليدين جيداً وعدم لمس  و استخدام مستلزمات المريض الشخصية.  
12- من أجل وقاية الأطفال من العدوى على الأهل القيام بتعليم أطفالهم غسل أيديهم بالماء والصابون بشكل متكرر, تعليم أطفالهم عدم الاقتراب من الأشخاص المصابين مسافة أقل من 2 م, إبقاء أطفالهم المصابين في المنزل (عدم الذهاب إلى المدرسة أو الروضة), إبعادهم عن الأماكن المزدحمة .
من أجل الوقاية ومنع انتشار العدوى في رياض الأطفال والمدارس يجب : 
1- أثناء انتشار المرض عدم استقبال أطفال جدد.
2- منع نقل الأطفال من صف إلى آخر (من شعبة إلى أخرى). 
3- منع زيارة الروضة من قبل أشخاص غرباء .
4- مشاهدة الأطفال يومياً قبل بدء الدراسة وفي حال وجود أي علامات للمرض عند أي طفل يجب منعه من الاختلاط مع الآخرين ( ارساله إلى المنزل لمراجعة الطبيب ). 
5- تهوية الصفوف الدراسية بشكل جيد وبشكل متكرر عدة مرات يومياً .
6- مسح أسطح المقاعد والطاولات والأرض بخرقة رطبة مرتان على الأقل يومياً .
7- على العاملين وضع ماسك طبي ويفضل أن يكون العمال قد تلقوا لقاح الأنفلونزا الموسمية .
فيما يخص استخدام القناع (الكمامة) :
1- لا يجب على الشخص السليم وضع الكمامة .
2- إذا كنت تعتني بشخص مريض يجب عليك وضع القناع عند الدخول إليه في غرفة العزل, ويجب التخلص من الكمامة مباشرة بعد الخروج, وغسل اليدين بالماء والصابون.
3- إذا كنت مريضاً واضطررت للسفر أو الالتقاء بأشخاص آخرين يجب استخدام الكمامة.
ماذا عن الرضاعة؟ هل يجب إيقافها في حال الإصابة؟
لا, إلا إن نصح الطبيب المعالج بذلك, لان الرضاعة الطبيعية توفر حماية للرضيع حيث يتم انتقال العناصر المناعية المساعدة من الأم إلى الرضيع و تخفض من مخاطر الإصابة بالأمراض التنفسية.
المبادئ الأساسية للعلاج
يجب التنويه أن العلاج العشوائي والعلاج الذاتي في حالات الأنفلونزا غير مقبول بشكل مطلق خصوصاً الأطفال والكبار في السن لأن تطور المرض لا يمكن توقعه و في الحالات الشديدة يمكن أن يحدث نزيف, التهاب رئة, التهاب أنسجة القلب, وغيرها.
فقط الطبيب يستطيع تقييم حالة المريض بشكل غير صحيح .
أيضاً لا يجب على المريض أو أهل الطفل المريض تناول المضادات الحيوية بشكل شخصي, حيث أنه لا يؤثر على الفيروس ولا يقي من المضاعفات الجرثومية لدى المرضى وإنما أحياناً يؤدي لظهور تفاعلات تحسسيه وتحول المرض إلى مزمن, و أيضا إلى خلل في البيئة الجرثومية في الأمعاء مما يؤدي إلى اضطراب في عملية الهضم و سوء امتصاص,  وتطور جراثيم مقاومة للمضاد الحيوي .
عند بدء الأعراض يمكن اتخاذ الإجراءات التالية :
1- الراحة التامة في السرير. 
2- تناول الكثير من السوائل (زهورات ساخنة – شاي – أو الماء الفاتر) المياه المعدنية القلوية (يمكن حل بعض من خميرة البيرة في الماء العادي وتناولها بكثرة).
3- الأدوية الخافضة للحرارة يجب استخدام الباراسيتامول فقط وذلك في حال ارتفاع الحرارة إلى قيم عالية تقارب 39.5 – 40 وفي حال عدم تحمل المريض لها, أما الأطفال فيجب خفض الحرارة عند وصولها إلى 39 درجة مئوية, لا يجب استخدام الأسبرين أو مضادات الالتهاب غير السيتروئيدية لأنها تزيد من خطورة النزيف.
4- يمكن استخدام مضادات الاحتقان الأنفية. 
5- الأدوية الحالة للقشع. 
6- يمكن اللجوء إلى استنشاق بخار البابونج أو النعناع في الأيام الأولى للمرض (الأطفال فوق العامين). 
7- تناول فيتامين C   - أو المركبات التي تحتوي على مجموعة فيتامينات. 
8- في حال استمرار الأعراض لأكثر من يومين يجب مراجعة الطبيب.

 

 

الفئة: امراض القلب | أضاف: drsaaid (15.01.2016)
مشاهده: 3634 | تعليقات: 3 | علامات: انفلونزا ، الخنازير، وقاية، علاج، ك | الترتيب: 0.0/0
مجموع التعليقات: 0
الاسم *:
Email *:
كود *:
طريقة الدخول
فئة القسم
أصدقاء الموقع
إحصائية

المتواجدون الآن: 1
زوار: 1
مستخدمين: 0